الفنان التشكيلي في السينما.. بوهيمي غالبا ومجنون أحيانا!

الفنان التشكيلي في السينما.. بوهيمي غالبا ومجنون أحيانا!

[center][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- تستطيع أن تعتبر نماذج الفنانين التشكيليين التى ظهرت فى الذى كتبه هانى فوزى وأخرجه أسامة فوزى من أنضج المعالجات لشخصية الفنان التشكيلى فى الأفلام المصرية.
ولا يكتفى
الفيلم بانتقاد عملية التعامل مع الأجيال الجديدة التى تدرس الفنون
الجميلة، ولكنه ينطلق الى مستوى أوسع عندما يناقش هوس المجتمع بفكرة
الحلال والحرام، وانقطاع التواصل بين الأجيال، وعلاقة الفرد بالمجتمع، كما
يناقش فكرة الحرية والاستقلال بكل أبعادها الوجودية.
ورغم
انتقاد أساتذة الفنون الجميلة للفيلم. فإنهم - مع الأسف - لم يفطنوا إلى
المستوى الواسع لقضيته، كما أنهم تجاهلوا أن المؤلف "هانى فوزى" وضع ضمن
الأحداث الكثير مما تعرض له عندما كان طالبًا فى كلية الفنون الجميلة، ولم
يكن هدفه التشهير ولكن رفض هذه الطريقة فى تعليم الأجيال الجديدة الفنون
بدون موديلات، وبدون اكتشاف حقيقى لمواهبهم.
المعروف أن
السينما المصرية قدمت نموذج الفنان التشكيلى (رسام أو نحات) فى أفلام
كثيرة جعلت هذا النموذج يدور فى فلك استغلاله كشخصية كوميدية لغرابة
أطواره وملابسه وتصرفاته، كما يمكن استغلاله بإبراز فكرة أن الفنون جنون.
وهذان المعنيان ستجدهما فى الطريقة الكاريكاتورية التى رسمت بها شخصية أساتذة الفنون الجميلة الذين قدمهم فيلم "بالألوان الطبيعية".
كما ستجدها
فى شخصية الرسام التى لعبها "عبد السلام النابلسى" فى فيلم "لحن حبى"
بطولة فريد الأطرش وصباح، إنه فنان مهووس برسم القصور فى كل مكان بما فيها
قصر العينى، وهو يقبل الاشتراك مع فريد الأطرش واسماعيل يس لإيهام رجل
برسم لوحة له فيما هم يتآمرون لأخذ بدلته لكى يذهب "فريد" للغناء فى إحدى
الحفلات.
ولكن
أفلامًا أخرى كثيرة استغلت شخصية الفنان التشكيلى الباحث عن الجمال فى كل
شىء ولتقديم حكايات حب رومانسية كما شاهدنا مثلاً فى فيلم "مكنش ع البال"
للمخرج "حسن رمزى" حيث تقع المطربة "راقية ابراهيم" فى حب فنان تشكيلى شاب
يمثله "كمال الشناوى" يتمسك بالزواج منها رغم كل العقبات.
وفى فيلم
"بنات حواء" للمخرج نيازى مصطفى ينجح الفنان التشكيلى الذى يقوم بدوره
"محمد فوزى" فى غزو قلب المدافعة الشرسة عن حقوق المرأة التى تلعب دورها
"مديحة يسرى"، وتم استغلال قدرات الفنان على رسم الموديلات والجميلات
لتقديم أغنيات واستعراضات جذابة.
وفى فيلم
مثل "بئر الحرمان" للمخرج "كمال الشيخ" تعيش المريضة متعددة الشخصيات التى
تلعبها "سعاد حسنى" مغامرة مع فنان تشكيلى يلعبه "محيى اسماعيل" يجد فيها
ملهمة ومحبوبة رغم تصرفاتها الغريبة.
وفى فيلم
"شىء من العذاب" للمخرج الكبير "صلاح أبو سيف" يتنافس النحات المخضرم
(يحيى شاهين) وتلميذه (حسن يوسف) على قلب الموديل الجميلة (سعاد حسنى)
الهاربة من جريمة قتل، وتبدو الموديل الحسناء كما لو كانت "أفروديت"
الجميلة وقد خرجت الى الفنان العجوز من وسط الماء.
وحتى
الذى كتبه "هانى فوزى" واخرجه "أسامة فوزى" يمثل الفنان التشكيلى الذى لعب
دوره "زكى فطين عبد الوهاب" الوسيلة الوحيدة لكى تعبر السيدة المكبوتة
المتزوجة (ليلى علوى) عن عواطفها رغم أنها تهجره فى النهاية.
وفى فيلم
"أريد حلا" للمخرج "سعيد مرزوق" تقع درية التى لعبتها "فاتن حمامة" فى
الحب عند لقائها مع فنان تشكيلى شاب ينقذها الى حين من معاناتها فى طلب
الطلاق من زوجها الدبلوماسى الشرس (رشدى أباظة).
وحتى فى
فيلم "الظلال فى الجانب الآخر" الذى أخرجه الفلسطينى "غالب شعث" يتعاطف
الفنانون الشباب فى عوامة بعيدة مع معاناة بطلة الفيلم التى تعرضت للخداع
العاطفى من شاب لا يريد تحمل المسئولية.
فى كل الأحوال استغلت السينما نموذج الفنان لنسج مشاعر رقيقة وقصص حب تنمو وسط اللوحات الملونة.

[/center]